لأربعين النووية - حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه »1
رواه البخاري ومسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الحديث أدب من الآداب العظيمة، وهو صنو حديث: « من حسن إسلام المرء
تركه ما لا يعنيه »2 من جهة أنه أصل في الآداب العامة، وهذا الحديث دل على
أن من صفات المؤمن بالله وباليوم الآخر، الذي يخاف الله ويتقيه، ويخاف ما
يحصل له في اليوم الآخر، ويرجو أن يكون ناجيا في اليوم الآخر، أن من صفاته
أنه يقول الخير أو يصمت.
ومن صفاته أنه يكرم الجار.
ومن صفاته أنه يكرم الضيف.
ومن صفاته أنه يكرم الجار، هذا بعموم ما دل عليه الحديث، الحديث دل على أن الحقوق منقسمة إلى: حقوق لله، وحقوق للعباد.
وحقوق الله -جل وعلا- مدارها على مراقبته، ومراقبة الحق -جل وعلا- أعسر شيء
أن تكون في اللسان، ولهذا نبه بقوله: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو ليصمت »1 على حقوق الله -جل وعلا-، والتي من أعسرها من حيث
العمل والتطبيق: حفظ اللسان، وهنا أمره بأن يقول خيرا أو أن يصمت، فدل على
أن الصمت متراخ في المرتبة عن قول الخير؛ لأنه ابتدأ الأمر بقول الخير
فقال: « فليقل خيرا »1 فهذا هو الاختيار، هو المقدم أن يسعى في أن يقول
الخير.
والمرتبة الثانية: أنه إذا لم يجد خيرا يقوله أن يختار الصمت؛ وهذا لأن
الإنسان محاسب على ما يتكلم به، وقد قال -جل وعلا-: ﴿ لَا خَيْرَ فِي
كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ
أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾3 .
فهذا الحديث فيه: « فليقل خيرا »1 وعلق هذا بالإيمان بالله واليوم الآخر،
وقول الخير متعلق بالثلاثة التي في آية النساء قال: ﴿ إِلَّا مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾3 فالصدقة